كلمة رئيس الوزراء نتنياهو في الكنيست

فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء أمس خلال جلسة خاصة عقدت في الكنيست بعد أن قام 40 نائبا بالتوقيع على دعوة لرئيس الوزراء كي يتحدث هناك:

"سيادة رئيس الكنيست، أعضاء الحكومة وأعضاء الكنيست، تنعقد هذه الجلسة بعنوان "ما هو التحدي السياسي التي تواجهه حكومة إسرائيل في ظل الفرص الجديدة التي تكونت". سنتطرق بعد قليل للتحدي وسنرد على الانتقادات، ولكن تلك الفرص السياسية التي تكونت – تكونت من تلقاء نفسها والإنجازات، إن كانت هناك مثلها، نزلت من السماء. أما المشاكل فهي دائماً تجد عنوانها، وأنتم تعرفون ما هو العنوان، ولكن الفرض قد تكونت من تلقاء نفسها. وأود إبلاغكم بالمزيد من الفرص التي تبلورت.

فهذا الصباح قام مبعوث خاص لرئيس الوزراء الياباني صديقي شينزو آبي، الذي تم انتخابه لهذا المنصب مجددا، بزيارة لمكتبي وسلمني دعوة إلى زيارة اليابان بحلول نهاية العام إن كان ذلك ممكنا، كما أطلعني على أنه خلال السنوات الثلاث الماضية سُجلت زيادة بقدر 20 ضعفا في حجم الاستثمارات اليابانية في إسرائيل وذلك ثمرة اللقاءات ودعم كل من آبي وأنا لهذا الأمر وبالطبع بمساعدة الوزراء، أعضاء الكنسيت وغيرهم. فهذه هي فرصة هامة.

كما أنني تلقيت أمس رسالة خطية حارة من صديق آخر، وهو رئيس الولايات المتحدة ترامب, الذي شكرني على تأييدنا لموقف الولايات المتحدة الذي يعارض البرنامج النووي الإيراني والذي يطالب أساسا إما بإصلاحه أو إلغائه ولينتبه الذين لا يتابعون ذلك الموضوع إلى كونه الموقف ذاته الذي عبّرت عنه ابتداءً بالكونغرس ومروراً بالأمم المتحدة ثم بالمحادثات أو بالأحرى قبل ذلك خلال الحديث مع الرئيس ترامب فعلى ما يبدو إن ذلك يؤثر إلى حد معيّن.

وقبل أسبوع وردتني رسالة خطية أخرى حارة جداً من الرئيس الصيني، صديقي شي جين بينغ، مفادها ترحيبه بالعلاقات المميزة التي تنشأ باستمرار بين الصين وإسرائيل حيث أنه ينوه بالطبع إلى أهمية اتفاقية التعاون المبرمة بين البلدين الخاصة بموضوع التكنولوجيا، وكل هذا يشكل فرصا إضافية. وقبل ذلك بأسبوعين أجريت حواراً صريحاً مع صديق آخر، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موضوع ذي أهمية بالغة بالنسبة لأمن إسرائيل.

وبعد عدة أسابيع سأغادر البلاد وأتجه للهند للقيام بزيارة تبادلية تلبيةً لدعوة صديقي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مما يشكل فرصة أخرى. كما أجريت خلال نهاية الأسبوع المنصرم مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعتبرها في غاية الأهمية بالنسبة لأمن كلا الدولتين.

كل هذه الأمثلة التي تشمل الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والهند ومصر لا تشكل سوى عينة صغيرة من شبكة العلاقات الموسعة التي تربطنا بالقوى العظمى وأكبر القوى العظمى عالمياً وبدول في كافة القارات –أي آسيا وإفريقيا وأستراليا، فقد جاء إلى هنا كل من رئيس الوزراء الأسترالي وزعيما نيوزيلندا للمشاركة في ذلك الحدث المؤثر، وأمريكا اللاتينية عدا عن الاحتفالات بالذكرى المئوية لصدور إعلان بلفور والاجتماعات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

إننا نجعل إسرائيل، كما ترون بأم عيونكم، قوة عالمية صاعدة، ولم يسبق مثل هذا الأمر في تاريخنا. ومع أنكم ستغضون أبصاركم ربما عن هذا الأمر، كل شخص عاقل وعادل يلاحظ ذلك جيداً. فكيف نقوم بذلك؟ وكيف تكونت تلك الفرص؟ إنها لم تتكون من تلقاء نفسها وإنما نصنعها لأننا تراعي قوتنا الاقتصادية التكنولوجية من خلال رفع القيود عن السوق وتحريرها، فلن يطور أحد التكنولوجيات هنا إذا لم يحقق ذلك أي مكسب له.

إننا نجعل من ذلك أمراً مربحاً ونافعا ونخفف من الإجراءات البيروقراطية فنزلنا أو ارتقينا بالأخرى في سلم التنافسية خلال عامين من العمل الشاق والدؤوب وباستعمال الفؤوس لقطع البيروقراطية لنتيح إمكانية الإنتاج هنا ونقوم بذلك فعلاً. فبينما كنا مصنفين في المرتبة الـ 27 عالميا لقد بلغنا المرتبة الـ 16 في غضون عامين – مما يمثل إنجازاً غير مسبوق. ومن الناحية الأخرى، يوجد هناك موضوع المساواة. فقد نشرت اليوم دائرة الإحصاء المركزية أن مؤشر عدم المساواة يشهد أدنى مستوياته بمعنى أنه قد تحسن ليبلغ أدنى مستوياته منذ 2001. إلا أن أكثر الأشياء إثارة للاهتمام أننا نشاهد انخفاضاً ممنهجاً ومستمراً عاما بعد عام منذ 2009 فمن الذي تم انتخابه عام 2009؟ هناك استمرارية منذ ذلك الحين، فكل عام يطرأ انخفاض ولكن لماذا يحدث ذلك؟

لننظر إلى الحقائق، أو الفروقات فبعكس ما تدعونه تماماً، إننا حقاً نحسن من وضع اقتصادنا، ويستحيل مجادلة ذلك، فهو واضح وضوح الشمس، إلا أن ادعاءكم مفاده أنه "حسناً إنا نحسن من وضع الاقتصاد ولكن يأتي ذلك على حساب توسيع الفروقات". ولكن ها لكم الحقائق حبراً على الورق التي تبرهن على عكس ما تدعونه وتبيّن بصورة لا تحتمل التأويل أن الفروقات في دولة إسرائيل وفي المجتمع الإسرائيلي تتقلص العام تلو الآخر والسنة تلو الأخرى ويحدث ذلك أولاً لأننا نصنع النمو فالنمو يصنع فرص العمل مما يقلل من نسبة البطالة ويزيد من نسبة التوظيف فيجعل الأناس يكسبون عيشهم. إننا كذلك نتخذ خطوات بتوفير مخصصات معقولة كما أننا نشجع الخروج للعمل لدى فئات بأكملها لم تنخرط في سوق العمل في الماضي. ونرفع الحد الأدنى من الأجور مما ينعكس أساساً في الطبقات الضعيفة.

إذن إنها حقيقة بسيطة وعلى أي حال إنها سياستنا الاقتصادية التكنولوجية. وذلك من ناحية، أما الأمر الثاني الذي يحدث أننا ننمي قوتنا العسكرية والاستخباراتية مما يتطلب المبالغ المالية الضخمة التي تتوفر بفضل النمو. فهذا الدمج بين القوة الاقتصادية التكنولوجية من ناحية والقوة العسكرية الاستخباراتية من ناحية أخرى ينتج القوة الثالثة أي القوة الدولية. وتشهد تلك القوة السياسية الدولية زحماً كبيراً لم يسبق له مثيل في تاريخ دولة إسرائيل.

إن الدول لديها حماسة لتوطيد علاقاتها معنا ويحدث ذلك يومياً. فأيها السادة، لنتقف مرة واحدة وللأبد أنه لا يوجد تسونامي سياسي أو عزلة سياسية – إنما هنالك نهضة سياسية وفي سياق ما يجري في منطقتنا إننا لا نفوّت الفرص السياسية وإنما نصنعها. ويتعذر عليّ، لأسباب مفهومة، شرح كل ما نقوم به بغية توطيد علاقاتنا مع جهات مختلفة في المناطق المحيطة بنا. وإذا اعتقدتم أن ذلك كلام فاضٍ وكلمات نطلقها للهواء دون أن تطبق فعلاً، فيتواجد هنا أشخاص يجلسون في لجان تحظى أعمالها بقدر أكبر من السرية، فتعلمون ذلك وتسمعون عنه، وكل واحد يلاحظ ذلك التقارب الكبير.

ولا يسعنا سوى الإشارة إلى أننا نقف كتفاً إلى كتف مع دول تنتمي إلى المعسكر المعتدل في العالم العربي، وذلك أيضاً في وجه المخاطر التي يشكلها الإسلام المتطرف، سواء إن كان مصدره إيران أو داعش وغيره. وأعتقد بأن ذلك التقارب والوقوف معا مفيد للأمن بالدرجة الأولى وبرأيي إنه مفيد في نهاية المطاف للسلام. فكل ما يمكنني قوله إنه لولا نشاطنا لكانت إيران دولة نووية منذ زمن طويل. إن إيران تدرك ذلك وليدرك كل واحد أننا لن تتسامح مع تموضعها عسكرياً في سوريا ولن نقبل به.

وإيران حتى هذه المرحلة لم تمتلك الأسلحة النووية بسبب نشاطنا. وإيران تعلم، ودعوني أقول لكم إن أصدقاءنا في واشنطن وأصدقاءنا في موسكو يعلمون أيضا, أننا سنعمل على الحفاظ على أمننا طبقاً لمصالحنا

فنمتلك القوة الاقتصادية والقوة السياسية وكما تعلمون لدينا القوة العسكرية أيضاً. إننا نتعامل مع التهديدات حولنا وسط شرق أوسط هائج وعاصف وتتعامل معها بحزم ولكن مع التحلي بالمسؤولية أيضاً. فأسمع الكلمات التي ترددونها عن انعدام الإنجازات والاقتصاد والمجتمع والطرق والقطارات والغاز والحدود وصد المتسللين والسايبر وكل هذه الأشياء – ومهما حدث إنكم ترددون نفس العبارة "لا إنجازات" لأنكم تريدوننا نغمض أعيننا، نخرج ببساطة من يهودا وسامرا ونتراجع إلى ما وراء خطوط 67 ونتمنى الأفضل.

فأيها أصدقائي في المعارضة، عندما أستمع إلى خطاباتكم النارية وخطابات اللوم الصادرة عنكم، فيجب أن أقول لكم وبصراحة: لا جديد هنا. فالذي تريدونه أن أترك منصبي منذ اليوم الأول بعد انتخابي. إن عضوة الكنيست روزين لديها أقدمية معيّنة ومع أن تلك الأقدمية ليست بالأكبر إنها تعلم أنه لا جديد هنا. الذي يهم أعضاء المعارضة أن أترك منصبي أو أقدم استقالتي منذ اليوم حيث تم انتخابي. وكان ذلك بعد المرة الأولى ثم بعد الثانية والثالثة والرابعة وأتساءل ما الذي سيحدث عند المرة الخامسة. وأي ذريعة سيلجؤون إليها؟ فلا شيء جديد. إن الشيء الوحيد الذي يتغير هو الذريعة. وعلى كل حال، يستبدل رئيس الوزراء بالصناديق فقط. وهنا دعوني أفسر لكم بجدية: في النظام الديمقراطي الجهة التي تقرر من سيكون رئيس الوزراء هي ليست أنتم وليست وسائل الإعلام حتى وإنما الجمهور. فبسبب إنجازاتنا العظيمة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وفي العلاقات الخارجية، يحكم الجمهور بأنني أقف هنا بينما تقفون أنتم هناك. لذا أود التوجه إليكم بالشكر الجزيل ولكن وقبل كل شيء شكراً لكم مواطني إسرائيل فأنا فخور بكوني رئيس وزرائكم".