كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في حفل التقاط الصورة التقليدية للحكومة ال-34 في مقرّ رئاسة الدولة

فخامة رئيس دولة إسرائيل رؤوفين ريفلين،

إن مشاعر التأثر تنتابني للمرة الرابعة أيضاً [بالإشارة إلى بدئه ولايته الرابعة رئيساً للوزراء]- تماماً كما كان عليه الأمر في المرة الأولى. ويشرّفني أن أعرض عليك اليوم وزراء الحكومة.
لقد تشكلت هذه الحكومة في فترة حافلة بالتحديات والفرص. إن التحدي الأول يتمثل بضمان أمن إسرائيل إزاء التهديدات المتراكمة في المنطقة المحيطة بنا. إذ أصبح التشدد الإسلامي يطرق أبواب كل حدودنا أو معظمها ممثلاً بالفصائل والقوى الخاضعة لقيادة إيران وغيرها من الفصائل المتطرفة. في الوقت ذاته تمضي إيران قدماً نحو الحصول على السلاح النووي مستعينة بالاتفاق المعروض عليها [من قبل الدول الكبرى التي تتفاوض معها حول برنامجها النووي]. ويجب على جميع أعداء إسرائيل أن يعلموا بأن لدينا خطوطاً حمراء فيما يتعلق بكل هذه التهديدات.

وقد تمكنّا حتى اليوم، أيها السيد الرئيس، من استثناء إسرائيل من الهزات والفظائع التي تجتاح المنطقة. وسنواصل الحفاظ على أمن إسرائيل. كما أن التهديدات في المنطقة تولّد الفرص أيضاً، إذ هناك لدى دول كثيرة محيطة بنا مصالح مشتركة معنا، وتتطابق رؤاها مع رؤيتنا بالنسبة للمخاطر، لا بل إنها تعتبر إسرائيل شريكاً رئيسياً في درء هذه المخاطر. وسنقوم بأي جهد لترجمة هذه الشراكة إلى إجراءات ضامنة للاستقرار والسلام، بما في ذلك السعي لاعتماد تسوية سياسية مسؤولة مع الفلسطينيين تحفظ المصالح الحيوية لإسرائيل. كما سنواصل تنمية حلفنا الراسخ مع الإدارة الأميركية والشعب الأميركي حتى في لحظات الاختلاف، علماً بأن هذا التحالف أقوى من أي خلاف.
أيها السيد الرئيس، إن رفاهية المواطنين الإسرائيليين تحتل صدارة أولوياتنا. وسنعمل على خفض غلاء المعيشة وغلاء الشقق السكنية. وقد اتخذنا اليوم في جلسة مجلس الوزراء التي عقدناها للتو في متحف إسرائيل عدة قرارات ترمي إلى المضي قدماً نحو تحقيق هذه الأهداف.

إننا نعتقد بأنه توجد عدة محركات مميزة لتحقيق النمو في الاقتصاد الإسرائيلي وهي كالتالي:
أولاً- فتح الأسواق الجديدة [أمام الصادرات الإسرائيلية] في الدول الأسيوية العملاقة وهي الصين والهند واليابان، علماً بأن كلا الجانبيْن معني بالأمر وقد أصبح هذا الهدف يتحقق أمام أعيننا.
ثانياً- تطوير المنتجات والخدمات الجديدة [في المجالات] التي تتمتع بها إسرائيل بالأفضلية التنافسية وفي مقدمتها صناعة الفضاء الإلكتروني. أيها السيد الرئيس، لقد حوّلنا إسرائيل خلال عدة سنوات دولة عظمى في هذا المجال مما أصبح يُحدث التغيير الهائل في بئر السبع والنقب والاقتصاد الإسرائيلي بأكمله.

ثالثاً- الاستمرار في التطوير السريع للبنى التحتية الخاصة بالمواصلات لربط مناطق النقب والجليل بأواسط البلاد، بالإضافة إلى تحقيق الثورة في البنى التحتية للاتصالات بما في ذلك [مشروع مدّ] الألياف الضوئية السريعة التي تُحدث أيضاً ثورة اجتماعية دراماتيكية، ذلك لأنها تمنح أي طفل في إسرائيل، في أي قرية لأبناء الأقليات أو بلدة من بلدات التطوير، وكل عائلة فرصة التواصل مع عالم الغد في مجالات التعليم والثقافة والاقتصاد والمعلوماتية وغيرها من المجالات.
رابعاً- تطوير قطاع الغاز والطاقة لغرض خفض غلاء المعيشة وجعل إسرائيل دولة مصدِّرة للطاقة، الأمر الذي تترتب عليه انعكاسات اقتصادية وسياسية وأمنية.

وخامساً وأخيراً- الإصلاحات ثم الإصلاحات ثم الإصلاحات. إذ نعتقد بأنه يجب إجراء هذه الإصلاحات تمشياً مع عدة مبادئ أساسية وهي دفع المنافسة، وتقليص البيروقراطية، وترشيد عمل الأجهزة الحكومية، والتعاون مع القطاع الخاص الذي ينتج الجزء الأكبر من القيمة المضافة الخاصة بالاقتصاد الإسرائيلي.
وستؤدي هذه المحاور أيضاً إلى تقليص الفجوات في المجتمع الإسرائيلي لفائدة كافة المواطنين الإسرائيليين.
أيها السيد الرئيس، إننا ملتزمون بالتعامل مع قضية تحقيق الاندماج الكامل لجميع المواطنين الإسرائيليين بدون أي تمييز مردّه الدين أو العرق أو الجنس في حياة الدولة من اقتصاد ومجتمع وباقي المجالات.
كما أننا نلتزم، فوق أي اعتبار آخر، بتراثنا. لقد عاد شعب إسرائيل إلى أرض إسرائيل وأنشأ فيها دولة إسرائيل وهي دولة يهودية وديمقراطية، دولة تصون القانون وتحترم أي إنسان أياً كان. وكان أنبياء إسرائيل قد رسموا هنا، في عاصمتنا الأبدية أورشليم القدس، القيم الخالدة للإنسانية، لكنهم رسموا أيضاً القيم الخالدة لشعبنا، وإننا نلتزم بها جيلاً عن جيل.
إنني فخور بتولي رئاسة حكومة إسرائيل وسأعمل كل ما في وسعي- مع زملائي من الوزراء- للحفاظ على هذه الوديعة التي تسلمناها منكم، أيها المواطنون الإسرائيليون، ألا وهي دولة إسرائيل. إذ لا يوجد ما هو أغلى من هذه الوديعة.
"الرب يعطي عزاً لشعبه. الرب يبارك شعبه بالسلام" [سفر المزامير، الفصل 29، الآية 11].