كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة خاصة انعقدت في مقر الكنيست إكراماً لسيادة نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بنس

فيما يلي كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة خاصة انعقدت في مقر الكنيست إكراماً لسيادة نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بنس:
 
"أيها صديقي مايك، أود أن أبدأ بعدة كلمات شخصية بالإنجليزية.
 
إنه لمن المناسب أنك نائب رئيس الولايات المتحدة الأول الذي يلقي كلمته أمام الكنيست فلم يكن هناك أي نائب لرئيس الولايات المتحدة يملك التزاماً أكبر بالنسبة لإسرائيل وشعبها. فبصتك نائب كونغرس إنك دعمت إسرائيل تأييداً لا يشوبه اللبس ناهيك عن توقيعك بصفتك محافظاً على أكثر قانون في أمريكا صرامةً ضد حركة الـ BDS وبصفتك نائب الرئيس وقفت كتفاً إلى كتف لجانب الرئيس ترمب خلال السنة الماضية بغية جعل ذلك التحالف القائم بين أمريكا وإسرائيل أقوى من ذي قبل. أنه لشرف عظيم وحقيقي أنك تلقي خطابك أمام الكنيست في هذا اليوم بالذات.
 
إنه لأمر مناسب أنك متواجد هنا اليوم لداعٍ آخر أرجو التطرق إليه بلغة شعبنا نظراً لأهميته القصوى بالنسبة لتاريخ شعبنا.
 
أيها سيادة نائب الرئيس، إنك تتكلم بالنيابة عن الإدارة الأمريكية التي هي أولى حكومات العالم التي اعترفت بأورشليم عاصمةً لإسرائيل. وسيحظى ذلك الإعلان التاريخي بمكانه الشريف اللائق بين القرارات الدولية المفصلية في تاريخ الصهيونية. إن الإعلان الأول كان "إعلان بلفور" الصادر قبل 100 عام – في التاريخ الموافق الـ 2 من شهر نوفمبر عام 1917 – الذي أيّد حق الشعب اليهودي في إقامة موطنه القومي على أرضنا.
 
بينما تم اتخاذ القرار الثاني قبل 70 عاماً في الـ 29 من شهر نوفمبر عام 1947، عندما صوتت الأمم المتحدة لصالح إقامة دولة وطنية للشعب اليهودي. والقرار الثالث اتخذ بعد ذلك بعدة أشهر قليلة في التاريخ الذي صادف الـ 14 من شهر مايو من عام 1948، حينما كان الرئيس ترومان أول زعماء العالم ممن اعترفوا بإسرائيل. أما القرار الرابع - وربما يجب أن أضيف أسطوانة قورش أيضاً مع أنها صدرت قبل ذلك بقليل – أما القرار الرابع فتم اتخاذه الشهر الماضي، في الـ 6 من ديسمبر 2017، عندما أصبح الرئيس ترمب أول زعماء العالم ممن يعترفون بأورشليم عاصمتنا السيادية.
 
ففي تلك المناسبة، التي أتعهد أمامك بأن الأجيال القادمة من أبناء شعبنا ستستذكرها طويلاً، إنك نائب الرئيس بنس وقفت إلى جانب الرئيس ترمب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أنك لم تكن حاضراً هناك بجسدك فحسب بل دعمت الإعلان بحماسة وإيمان كبير، وهو الأمر الذي تتسم به كل أفعالك.
 
أيها صديقي العزيز، كما تعلم، إن إسرائيل عبارة عن دولة ديمقراطية مفعمة بالحيوية كما أنه وعلى عكس البرلمانات الأخرى هنا في الشرق الأوسط يتمتع الأشخاص هنا في الكنسيت بالحرية الحقيقية للتعبير عن آرائهم وثق بي أنهم يقومون بذلك بكل شِرة وحماسة كما ستشاهد بعد قليل بدون شك. فلا تنقصنا هنا الاختلافات والجدالات، إلا أنني أستطيع أن أكون واصحاً بخصوص قضية الاعتراف بأورشليم كعاصمتنا، وأعتقد بأنني أتكلم نيابة عن كلنا تقريباً – ويشمل ذلك الائتلاف والمعارضة على حد سواء – عندما أعرب عن خالص امتنان مواطني إسرائيل للرئيس ترمب ولك على ذلك القرار التاريخي الذي لن ينسى أبداً.
سيادة نائب الرئيس، سيشكل هذا القرار علامة فارقة بارزة في العلاقات الحميمة التي تربط كلا دولتينا ببعضهما البعض. وكان قد تم رسم تلك الفصول من الصداقة قبل إقامة دولة إسرائيل بوقت طويل. كما كان قد تم رسمها قبل إقامة الولايات المتحدة بفترة طويلة. فهي رُسمت خلال القرن الـ 18 من قبل أول المهاجرين إلى العالم الجديد ممن اعتبروا أمريكا أرضهم الموعودة – وفي القرن الـ 19 من قبل بعض الشخصيات الدينية الأمريكية البارزة التي روّجت ودعت إلى عودة شعبنا لأرضنا الموعودة.
 
وقد رُسمت كذلك من قبل ثاني رؤساء الولايات المتحدة جون أدامس الذي أعرب عن أمله بأن يستعيد اليهود دولتهم المستقلة في يهودا وتعجبني عبارة يهودا من هذه الفكرة. ورًسمت على يد الرئيس الأمريكي الكبير أبراهام لينكولن الذي سمى استعادة السيادة اليهودية على أرض أجدادنا بـ "ذلك الحلم النبيل الذي يشاطره العديد من الأمريكيين". وتم رسم فصول الصداقة تلك بقلم أكبر كتّاب الولايات المتحدة في القرن الـ 19 مارك توين الذي زار هنا قبل 150 عاماً وتناول خبر تلك الوحشة الرهيبة بغياب اليهود.
 
 إنها قد رُسمت من قبل الصهاينة الأمريكيين أمثال إيما لازاروس والقاضي لويس برانديز ممن تصوروا تلك الدولة اليهودية السيادية التي ستعمّر تلك الوحشة. فمن شأن كل ذلك أن يفسر بشكل واضح ذلك التعاطف العظيم للشعب الأمريكي مع دولتنا منذ يوم إقامتها. واعتباراً من حقبة الرئيس ترومان وحتى الرئيس ترمب – يتطود ويتعزز التحالف الذي يجمع الولايات المتحدة وإسرائيل باستمرار. فنحن في إسرائيل نشاطر الولايات المتحدة نفس القيم الديمقراطية السامية من الحرية، فالحرية في المقام الأول، والتقدم. إننا نؤمن بأن المستقبل يعود للمجتمعات الحرة والإنتاجية. فلدينا شراكة استراتيجية وطيدة في قضايا الأمن والسلام.
 
إننا مرتبطان ببعضنا البعض من خلال ذلك التراث المشترك الذي يعود أصله للتوراة التي كُتبت هنا على هذه الأرض المقدسة. فليس من باب الصدفة حقيقة أن 11 مدينة أمريكية يطلق عليها "أورشليم".
أيها سيادة نائب الرئيس، كما تعلم – وأودّ التأكد من دقة الترجمة – هناك إحدى عشرة مدينة في الولايات المتحدة سميّت باسم أورشليم مثل أورشليم – يوتا وأورشليم – فيرمونت وأورشليم ميشيغان وثماني أخرى غيرها! وكلها تستلهم هذه المدينة المشرقة الواقعة على تلة ألا هي أورشليم – إسرائيل.
سيادة نائب الرئيس، إننا نملك ماضياً مشتركاً ونملك مستقبلاً مشتركاً ومصيراً مشتركاً.
 
أيها الأصدقاء الأعزاء، إن التحالف الوطيد الذي يربط الولايات المتحدة بإسرائيل أكثر ثباتاً ومتانة من أي وقت مضى. فيمكنني أن أشهد بكون العلاقات الأمنية والاقتصادية أقوى مما كانت عليه سابقاً. وكذلك فقد أصبح التعاون الاستخباراتي في عدد كبير للغاية من المجالات مثمراً أكثر مما كان عليه في الفترات الماضية. والأمر نفسه ينطبق على الدعم الدبلوماسي الذي لم يكن أكثر ثباتاً في أي وقت مضى.
 
فبالنيابة عن الشعب الإسرائيلي، أرجو التوجه إلى الرئيس ترمب وإليك والسفيرة هايلي بالشكر على تأييدكم القاطع لإسرائيل في الأمم المتحدة وأمام الأكاذيب والشر، حيث أنكم تقفون وراء إسرائيل ووراء الحقيقة. ونيابة عن جميعنا شكراً لكم!
 
إن كلا دولتينا تواجهان سوياً التهديد الخطير التي يشكله على العالم الحر، والذي أعتبره أخطر تهديد على العالم بأسره، نظام التعصب الإيراني وفروعه الإرهابية. إننا سنتصدى لإيران ولن نسمح لها بحيازة الأسلحة النووية. هذه هي سياستنا وهذه هي سياستكم! إننا نسعى معاً لإحلال سلام حقيقي ودائم وسلام مع جميع جيراننا بمن فيهم الفلسطينيين. إن السلام يبدأ بالاعتراف بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة وطنية على أرضه، أي دولته الوطنية الخاصة به على أرض إسرائيل. إن إسرائيل كانت دائماً وستكون دائماً ملتزمة بالتوصل إلى سلام حقيقي، وأنا أكون مستعداً دائماً للتعاون مع الرئيس ترمب في سبيل إحراز تقدم في عملية السلام وتحقيقه.
 
بعد بضعة أشهر سنحيي ذكرى مرور 70 عاماً على نيل استقلالنا، لقد قطعنا مشواراً طويلاً منذ زيارة مارك توين لهذه البلاد قبل 150 عاماً. وفي هذه المنطقة المشبعة بالتعصب والتطرف والمنكوبة بالعنف وعدم التسامح لقد جعلنا دولة اليهود جنة زاهية من الديمقراطية والازدهار والتقدم. إننا نصون حرية العبادة للجميع. وسيادة نائب الرئيس، أعلم أن مصير الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط مهم لك فالطائفة المسيحية تشهد ازدهاراً في إسرائيل وفقط في إسرائيل إذا نظرنا إلى الشرق الأوسط عموماً.
 
خلال السنوات القليلة الماضية قمنا بتعزيز علاقاتنا مع العديد من الدول في العالم، ووجد ذلك التوجه تعبيره بزيارتي للهند في الأسبوع المنصرم. ولكن أود التشديد والتأكيد على ما أقوله في كل مكان: لا بديل ولن يكون هناك أي بديل لذلك التحالف الخاص الذي يجمع إسرائيل والولايات المتحدة كما أنه يستحيل إيجاد أي بديل للدور الأمريكي بصفتها الجهة الدولية الرائدة في البحث عن السلام. إن تحالفنا راسخ وغير قابل للقطع لأنه متجذر ومسكوب في صميم قلوب أبناء شعبنا.
 
ليس لدى أمريكا صديقة أكبر من إسرائيل في حين أنه ليس لدى إسرائيل صديقة أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية.
 
من هذه الناحية، تشكل زيارتكم سيادة نائب الرئيس بنس، فرصة لنا لنقول لك ولدولتك من صميم قلبنا كلمة واحدة: شكراً.
 
شكراً على المساعدات الأمنية السخية التي تساعدنا في الدفاع عن أنفسنا بأّنفسنا.
 
وشكراً على المساعدات الاقتصادية خلال تلك السنوات حيث احتجناها مما ساعدنا على جعل الاقتصاد الإسرائيلي حراً ومستقلاً ومحركاً لتحول إسرائيل إلى قوة عظمى تكنولوجية عالمية.
 
شكراً على مساهمتكم في تعظيم قوتنا، مما يشكل الشرط الأساسي لصمودنا ولإحلال سلام مع جيراننا.
وختاماً دعني سيادة نائب الرئيس أعبّر ليس عن خالص امتناننا فحسب بل على أملنا الكبير بنجاح الرئيس ترمب وأنت في تعزيز قوة الولايات المتحدة عسكرياً واقتصادياً لتستمر أمريكا في كونها أعظم دولة في العالم لأجيال كثيرة قادمة.
 
إن أمريكا القوية تعني إسرائيل القوية فإذا وقفت أمريكا وإسرائيل مع بعضهما البعض لحققت قوى الحرية والتقدم والسلام الانتصار في نهاية المطاف.
 
سيادة نائب الرئيس، بارك الله فيك وعائلتك، وبارك الله أمريكا وبارك الله إسرائيل.
 
أيها صديقي مايك، مرحباً في صهيون ومرحباً في أورشليم!