رئيس الوزراء يلتقي الرئيس الروسي في الكرملين

عقد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بعد ظهر اليوم جلسة عمل مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقرّه بالكرملين. وتم خلال الاجتماع بحث العديد من القضايا ومنها الملف السوري وقضايا إقليمية أخرى تتعلق بالأمن القومي لكلا البلديْن. كما تناول الزعيمان مسألة استمرار التنسيق الأمني بين جيشيْ البلديْن في المنطقة بصورة جيدة. ومن المواضيع الأخرى التي طُرحت على بساط البحث قضايا الزراعة (زيادة إنتاج الحليب في روسيا من خلال الاستعانة بتقنيات إسرائيلية) والسياحة والطب وصناعة الأدوية واتفاق المعاشات التقاعدية المبرم بين البلديْن وغيرها من المسائل. وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره للرئيس الروسي كونه قد حشد طاقاته لإنجاح المساعي التي بُذلت لإنجاز صياغة الاتفاق الثنائي في مجال المعاشات التقاعدية [المقرر أن تمنحها روسيا من الآن فصاعداً للمتقاعدين الإسرائيليين المنحدرين من أصول روسية والذين كانوا قد حُرموا حتى الآن من هذه المعاشات لاضطرارهم إلى التخلي عن جنسيتهم الروسية عندما هاجروا روسيا في حينه إلى إسرائيل].

فيما يلي تصريح رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الروسي:

"أيها الرئيس بوتين، أرجو تقديم الشكر لك على كرم ضيافتك لنا في موسكو وتحديداً هنا في الكرملين. لقد انتهينا للتو من عقد جلسة عمل شاملة ومفيدة تصب في مصلحة كلا البلديْن. وقد وقعنا عدة اتفاقيات ثنائية هامة في مجالات الطاقة والزراعة والمعاشات التقاعدية وتأمين الحقوق الاجتماعية مما يُعتبر إنجازاً هاماً. وأرجو التعبير عن الشكر لك على تعاونك في مجمل هذه القضايا وغيرها من المجالات التي نسعى لتحريكها إلى الأمام وصولاً إلى تحقيق التعاون الذي أحسنتَ تعريفه في سياق كلامك.

إننا نحتفل اليوم بذكرى مضي 25 عاماً على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلديْن. ولا أزال أذكر تلك الأيام، أي السنوات الأولى [بعد استئناف العلاقات] وما سبقها. إذ حضرتُ اللقاء الذي عُقد في حينه [عام 1985] بين يتسحاق شامير [رئيس الوزراء الأسبق الراحل الذي كان آنذاك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الإسرائيلية] وأندري غروميكو [وزير الخارجية الأسبق الراحل للاتحاد السوفياتي البائد]. وقد شهدت علاقاتنا منذ ذلك الحين التطور الذي كان يجري بشكل مُمَنهج، إذ تشكل زيارتي الحالية مَعْلماً هاماً على هذا الطريق.

وكان هناك جسر ثابت أتاح استئناف العلاقات وأسس لشدة العاطفة بين الشعبيْن. إذ لن ننسى أبداً الدور الذي أداه الشعب الروسي والجيش الأحمر في المجهود [العسكري الذي قام به] في الجبهة الشرقية [إبان الحرب الحرب العالمية الثانية] بالتوازي مع الجهود التي بُذلت في الجبهة الغربية لإلحاق الهزيمة بالنازيين. إن النصب التذكاري المقام في نتانيا [لإحياء ذكرى بطولات جنود الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية] إنما يأتي تجسيداً محدداً للذاكرة التأريخية. غير أنه كان هناك أيضاً جسر حي على شكل أكثر من مليون من مواطنينا الذين أتوا من رابطة الدول المستقلة، علماً بأنهم يتحدثون أصلاً اللغة الروسية ويشكلون في الحقيقة سفراء متميزين في العلاقات بين بلديْنا.

وقد قمنا اليوم بإحياء ذكرى مضي أول 25 عاماً على استئناف العلاقات لكننا أوليْنا جل اهتمامنا للنظرة إلى الأمام نحو فترة السنوات الـ25 المقبلة. ويجري التعاون بيننا في مجالات التكنولوجيا والابتكارات والتقنيات العالية والاقتصاد والتجارة والسياحة والثقافة (حيث سنشهد فيما بعد على تعبير حي عن ذلك من خلال العرض المزمع إقامته هذا المساء [في مسرح "البولشوي" الشهير في موسكو] وغيرها من المجالات الكثيرة.

وقد قررنا اليوم أن تكون هناك محاور من التعاون يتولاها بعض الأشخاص الذين يتم تكليفهم بهذه المهمة. إذ يكون هناك ممثلان ينحصر دورهما في ترسيخ الصلات بين إسرائيل وروسيا على صعيد الابتكارات والتقنيات. كما أنني أعربتُ عن تقديري لحقيقة وجود معهد لتعليم العبرية بدعم من الحكومة الروسية في موقع غير بعيد عن هذا المكان. وأعربت أيضاً عن الأمل في أن يصبح عدد الذين يعرفون العبرية في روسيا ذات يوم مماثلاً لعدد الملمّين بالروسية في إسرائيل. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لكنه يأتي تعبيراً عن الصلة بيننا التي تزداد وثوقاً.

إن فرص المستقبل سانحة أمامنا، لكننا تحدثنا بالطبع عن الوقت الراهن أيضاً. لقد تناولنا مسألة استمرار التنسيق بين جيشيْنا في المنطقة، حيث يجري هذا التنسيق بصورة جيدة، سواء لغرض تفادي أي اشتباكات أو لضمان عملنا ضد تلك الجهات التي تعرّضنا جميعاً للخطر. وبالفعل تحاورنا طويلاً عن التحديات المشتركة لنا ولكل الدول المتحضرة من قبيل التشدد الإسلامي والإرهاب الذي ينشره.

أيها السيد الرئيس [الروسي]، إن حقيقة استجابتك لطلبي وطلب رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي بشأن إعادة تسليم إسرائيل الدبابة من معركة السلطان يعقوب [معركة طاحنة بين قوات إسرائيلية وسورية جرت في سهل البقاع اللبناني خلال حرب لبنان الأولى عام 1982] إنما تدل على متانة العلاقات بيننا. إنها تُعتبر لفتة إنسانية من الدرجة الأولى بالنسبة لعائلات المفقودين [الإسرائيليين] في تلك المعركة التي صارت محرومة منذ عقود من فرصة زيارة قبور [الشهداء المفقودين المذكورين]. ولن نهمل أبداً جنودنا المفقودين وسنظل نبحث عنهم لاستيضاح مصيرهم وإعادتهم إلى الوطن، لكنني أود في هذه المناسبة تقديم الشكر لك باسمي وباسم الشعب في إسرائيل وأيضاً باسم عائلات [الجنود المفقودين] على هذه اللفتة الهامة التي تلامس قلوبنا.

وأرجو التعبير مجدداً عن تقديري لحفل الاستقبال المميز والمؤثر الذي قمتم بإعداده لي ولعقيلتي ولأعضاء وفدنا. إننا نتجه إلى المستقبل. شكراً جزيلاً لك من أعماق القلب".

 

=========================================


رئيس الوزراء وعقيلته يزوران معرضاً خاصاً يقام في قاعة المعارض الرئيسية في موسكو تحت عنوان "إفتح الباب لإسرائيل"
قام رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وعقيلته السيدة سارة نتانياهو اليوم بزيارة المعرض "إفتح الباب لإسرائيل" المقام حالياً في قاعة "مانيج" وهي قاعة المعارض الرئيسية في موسكو. ويضم المعرض عروضاً تفاعلية يتسنى لرواده من خلالها فتح 9 أبواب يجري خلفها عرض صورة إسرائيل من زوايا مختلفة. وكانت وزارة الخارجية قد أنتجت هذا المعرض بالتعاون مع وزارة الشؤون الإستراتيجية، علماً بأنه يُعرض حالياً في موسكو بعد أن تم عرضه في كل من روما وباريس ووارسو. ويتمحور المعرض حول الإنجازات التقنية الإسرائيلية.

وأدلى رئيس الوزراء بالتصريح الآتي لدى تفقده المعرض:

"شكراً على حفاوة الاستقبال. إننا بالفعل نشعر وكأننا في بيتنا، حيث باتت أبواب إسرائيل مفتوحة أمام روسيا فيما باتت أبواب روسيا مفتوحة أمام إسرائيل.

إننا نحيي الآن الذكرى الـ25 لاستئناف العلاقات [الدبلوماسية] بين البلديْن. ولا يقتصر الأمر على الثقافة والتقنيات بل يشمل الكثير من المجالات الأخرى، حيث يتم عرضها بالكامل هنا في هذا المعرض الجديد. ويمتدّ فوق ذلك جسر بشري لأكثر من مليون مواطن إسرائيلي يتحدثون الروسية وكانوا قد هاجروا إلى البلاد من رابطة الدول المستقلة، علماً بأنهم من لحمنا وشحمنا لكنهم أيضاً سفراء [للحضارة الروسية وتحرّكهم] النوايا الحسنة والتعاطف العميق [مع مواطنهم الأصلية]. كما أن [المواطنين الإسرائيليين] الذين وُلدوا في البلاد ونشأوا فيها اطّلعوا أيضاً على الكثير من الثقافة والشعر الروسييْن. وقد حضرنا للتو من المراسم المؤثرة التي جرت [في النصب التذكاري لإحياء ذكرى] الجندي المجهول، حيث كانت الأنغام التي تم عزفها هي ذات الأنغام التي لا نزال نذكرها من طفولتنا. وعليه توجد صلة قائمة على التعاطف والتقمص العاطفي بين إسرائيل وروسيا، إضافة إلى الماضي المشترك الذي يشمل أيضاً فصولاً مأساوية بالنسبة لكلا الشعبيْن لكنهما يستعدان استعداداً قوياً جداً للمضي قدماً نحو المستقبل وتحقيق التقدم سعياً لخلق مستقبل أفضل.

إن عقيلتي وأنا وجميع أفراد الوفد تنتابنا مشاعر التأثر الشديد للحضور هنا حيث يشرّفنا تدشين هذا المعرض بمناسبة حلول الذكرى الـ25 لاستئناف العلاقات [الإسرائيلية- الروسية]".

 

 

 

Photo: Haim Zach, GPO