تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو حول القرار الذي تم تبنيه أمس في مجلس الأمن

أدلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتصريحات التالية في إطار احتفال إيقاد الشمعة الأولى لعيد الحانوكا الذي أقيم على شرف جرحى من جنود جيش الدفاع وأفراد الأجهزة الأمنية ومصابي العمليات الإرهابية:

 

"أيها المواطنون الإسرائيليون, أريد أن أطمئنكم. القرار الذي تم تبينه أمس في الأمم المتحدة هو قرار مشوه ومشين ولكننا سنتغلب عليه. هذا القرار ينص على أن الحي اليهودي في البلدة القديمة بأورشليم هو أرض محتلة – هذا سخيف. القرار ينص على أن حائط المبكى المقدس هو أرض محتلة – هذا سخيف أيضا. لا توجد سخافة أكبر من اعتبار الحائط الغربي والحي اليهودي منطقتين محتلتين. هذه هي محاولة لن تنجح لفرض شروط على إسرائيل في التسوية النهائية. ربما تتذكرون أن الشخص الأخير الذي حاول القيام بذلك كان الرئيس الأمريكي كارتر, الذي كان رئيسا معاديا جدا لإسرائيل, وقال قبل فترة قصيرة فقط إن حماس ليست تنظيما إرهابيا. ومرر كارتر قرارات مشابهة ضدنا في الأمم المتحدة وهذا لم ينجح. عارضنا هذه القرارات وهي لم تؤدِ إلى شيء.

 

جميع الرؤساء الأمريكيين بعد كارتر التزموا بالتعهد الأمريكي بعدم إملاء شروط على إسرائيل في مجلس الأمن بما يخص التسوية النهائية. وأمس, في خلاف صارخ لهذا الالتزام, بما في ذلك التزام واضح من قبل الرئيس أوباما نفسه من عام 2011, قامت إدارة أوباما باتخاذ خطوة مشينة معادية لإسرائيل في الأمم المتحدة. أريد أن أقول لكم إن القرار الذي اعتمد لا يدفع السلام قدما فحسب بل هو يبعده أكثر عنّا. هذا القرار يسيء للعدل وللحقيقة. فكروا بهذه السخافة: نصف مليون مواطن يذبحون في سوريا وعشرات الألوف يذبحون في السودان والشرق الأوسط بأسره يحترق وإدارة أوباما ومجلس الأمن يختران عمدا ملاحقة الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وهي دولة إسرائيل. يا للعار.

 

أصدقائي, أريد أن أقول لكم عشية عيد الحانوكا إن هذا لن يجدي لهم نفعا. نحن نرفض هذا القرار رفضا قاطعا مثلما رفضنا القرار الأممي الذي قال إن الصهيونية عنصرية. هذا أخذ وقتا ولكن هذا القرار قد ألغي وهذا القرار سوف يلغى أيضا. وأقول لكم كيف سيتم إلغاءه. إنه سيلغى ليس من خلال انسحابنا بل من خلال صمودنا وصمود حلفائنا. أذكر لكم أننا انسحبنا من غزة واقتلعنا بلداتنا وأخرجنا الجثث من قبورها. هل هذا ساعدنا بشيء في الأمم المتحدة؟ هل هذا حسن التعامل معنا في الأمم المتحدة؟ تلقينا آلاف الصواريخ التي أطلقت على أراضينا وتلقينا تقرير غولدستون.

 

إذن سأقول لكم ما هو واضح لأغلبية المواطنين الإسرائيليين – لقد استخلصنا هذه العبرة ولن نمشي في هذا الطريق. ولكن أريد أن أقول لكم أيضا إننا لسنا لوحدنا. تحدثت أمس مع زعماء أمريكيين كثيرين. وسعدت بأن نواب الكونجرس الأمريكي, ديمقراطيون وجمهوريون على حد سواء, قالوا إنهم سيحاربون هذا القرار بصرامة وأسمع ذلك من جميع شرائح الرأي العام الأمريكي والسياسة الأمريكية – من الجمهوريين ومن الديمقراطيين ومن اليهود ومن غير اليهود. عندما تحدثت أم مع زعماء في الكونجرس وفي الإدارة الأمريكية المقبلة هم قالوا لي بأوضح التعبيرات: "سئمنا وهذا الامر لن يستمر. سنغير هذا القرار ولن نسمح لأحد بالمس بدولة إسرائيل". إنهم يصرحون أنهم يعتزمون تمرير قانون سيعاقب الدول والمنظمات التي تحاول الإساءة لإسرائيل. وهم يقولون إن هذا يشمل الأمم المتحدة نفسها. أذكر لكم أن الأمم المتحدة تتلقى ربعا من ميزانيتها من الولايات المتحدة.

 

وفي الكلمة الأخيرة التي ألقيتها في الأمم المتحدة في شهر أيلول قلت إنه من المتوقع أن تهج عاصفة في الأمم المتحدة قبل ان تتحسن الأوضاع فيها. علمنا أن هذا وارد وتوقعنا ذلك. القرار الذي اعتمد أمس في الأمم المتحدة هو عبارة عن جزء من انهيار العالم القديم المنحاز ضد إسرائيل, ولكن يا أصدقائي, إننا ندخل عصرا جديدا. وكما قال أمس الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب هذا سيحدث بشكل أسرع مما يعتقدون. وفي هذا العصر الجديد كل من يحاول المس بإسرائيل سيدفع ثمنا أبهظ وستتم جباية هذا الثمن ليس فقط من قبل الولايات المتحدة بل أيضا من قبل إسرائيل. دولتان تقيمان علاقات دبلوماسية معنا شاركتا في طرح مشروع القانون ضدنا في الأمم المتحدة ولذا أوعزت أمس باستدعاء سفيرينا من السنغال ونيوزيلاندا.

 

أوعزت بإيقاف جميع المساعدات الإسرائيلية إلى السنغال وسنواصل اتخاذ خطوات من هذا القبيل. أولئك الذين سيعملون معنا سيربحون لأن إسرائيل تستطيع أن تقدم الكثير إلى دول العالم ولكن أولئك الذين سيعملون ضدنا سيخسرون لأنه سيكون هناك ثمن سياسي واقتصادي لممارساتهم ضد إسرائيل. إضافة لذلك, أوعزت لوزارة الخارجية باستكمال في غضون شهر إعادة تقدير جميع ارتباطاتنا مع الأمم المتحدة بما في ذلك الأموال التي تدفعها إسرائيل إلى مؤسسات الأمم المتحدة وتواجد مندوبي الأمم المتحدة في البلاد. ولكنني لا أنتظر وأوعزت الآن بوقف التمويل الإسرائيلي لخمس مؤسسات أممية تعتبر من الأشد عداوة لإسرائيل والذي يقدر ب-30 مليون شيكل. أوعزت الأن بوضع حد لذلك وستكون هناك خطوات أخرى.

 

إننا ندير حملة لتحسين علاقاتنا مع دول العالم وسيمر وقت حتى أن يتم عكس علاقاتنا المحسنة مع دول في خمس القارات على قراراتها في مؤسسات الأمم المتحدة. ولكن هناك احتمال كبير بأن القرار الفاضح أمس سيسرع هذا التغيير لأن هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

 

القرار الذي تم تبنيه أمس يشكل أمر استدعاء لجميع أصدقائنا الكثيرين في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى بالعالم. هؤلاء الأصدقاء قد سئموا من التعامل الأممي المعادي مع إسرائيل وهم يتعزمون إحداث تغيير جذري في الأمم المتحدة. ولذلك أقول لكم إن من سعى إلى لعننا سوف يباركنا في نهاية المطاف".