كلمة رئيس الوزراء نتنياهو في المراسم لإحياء الذكرى الدولية للمحرقة النازية

حضر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد ظهر اليوم مراسم إحياء الذكرى الدولية للمحرقة النازية التي أقيمت في مؤسسة ياد فاشيم لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة بحضور السلك الدبلوماسي المعتمد لدى إسرائيل.

 

وقال رئيس الوزراء في الكلمة التي ألقاها:
"الذكرى التي نحييها هي ذكرى دولية ويتواجد هنا مندوبو دول كثيرة من كل أنحاء العالم. هذا اليوم الذي يتم فيه إحياء ذكرى ضحايا المحرقة هو يوم مهم جدا ونؤدي فيه واجبنا الذي يقضي بعدم النسيان أبدا لأن لكل ضحية كانت قصتها الخاصة بها. كانت لها عائلة وطفولة ومستقبل تم قطعه.
خلال سنوات معدودة, تم محو 6 ملايين من أبناء شعبنا عن الوجود. إنهم حُرقوا وأصبحوا رمادا. قوى الشر أقامت صناعة من القتل الجماعي. عندما نذكر الضحايا وهذه الجريمة, يجب علينا أن لن ننسى جذور مأساتنا الكبرى وهي الكراهية العمياء إلى الشعب اليهودي. وكانت ذروة هذه الكراهية أعمال القتل ولكنها بدأت كعدم التسامح. المحرقة الحمد لله انتهت ولكن الكراهية وعدم التسامح اللذين كانا المحرك وراءها لا يزالان موجودين.
معاداة السامية وهي أقدم كراهية في العالم تتجدد في الغرب المتنور. يرونها في العواصم الأوروبية. هذا لا يصدق. نهضة معاداة السامية هي واقع. قبل سنوات قليلة كان القليل يصدق أن هذا الأمر قد يحدث.
صحيح أن هناك حكومات تبدي المسؤولية وتتعامل مع ذلك في أوروبا الغربية والشرقية ولكن صحيح أيضا أن هذه الكراهية ترفع رأسها مرة أخرى.

ومهما كان هذا الأمر مزعجا فإن أكبر خطر نواجهه هو الكراهية إلى الشعب اليهودي وإلى الدولة اليهودية التي تأتي من الشرق - من إيران, من نظام الملالي الذي يؤجج النار ويدعو بشكل واضح إلى تدمير الدولة اليهودية.
أريد أن تتخيلوا نظاما يصرح على الملأ عن اعتزامه قتل أي إنسان أسود وأي إنسان مثلي الجنس وأي أوروبي. أعتقد أن العالم كان يغضب من ذلك وبحق. ولكن عندما يدعو النظام الإيراني إلى تدمير كل إسرائيل وهذا ما يقوله أبرز قادتهم يوميا - ماذا يحدث؟ هناك صمت مدوي.
ربما هذا سيتغير. آمل أن هذا سيتغير. أؤمن بأن هذا سيتغير لأنني تحدثت قبل عدة أيام مع الرئيس ترامب وهو تحدث معي عن العدوان الإيراني. إنه تحدث عن الالتزام الإيراني بتدمير إسرائيل وعن طبيعة الاتفاق النووي والمخاطر التي يشكلها. ولا أتحدث فقط من وجهة نظر سياسية. أتحدث عن أي إنسان في العالم, عن كل صاحب ضمير كان يعارض إعادة تفشي الموقف الذي قال قبل عدة عقود إن غايته هي تدمير الشعب اليهودي. واليوم, مع نفس الموقف, يقول الإيرانيون إنهم يعتزمون محو الشعب اليهودي عن الوجود وتدمير الدولة اليهودية. يجب التصدي لذلك باتخاذ موقف رافض صارم وعنيد وقوي بالأقوال وبالأفعال على حد سواء.
كرئيس الوزراء الإسرائيلي لن أصمت. لم أصمت حتى الآن ولا ننوي أن نكون عاجزين. لن نكتفي بالأقوال بل سنتخذ جميع الوسائل المطلوبة لنا من أجل الدفاع عن أنفسنا. سنتخذ جميع الإجراءات كي نمنع إيران من الحصول على ما هي تحتاج له من أجل تطبيق خطتها الشريرة. لا نستطيع أن نصمت ولن نصمت على نية إيران المعلنة وهي عبارة عن تدمير دولة إسرائيل.

ولكننا تعلم أيضا أن المسألة لا تتعلق بالدولة اليهودية أو بالشعب اليهودي فقط. لأن هذه الكراهية, عندما هي خارجة عن السيطرة, تتفشى في كل أنحاء العالم وبأكثر من معنى هذا ما يحدث الآن.
يجب على قوى الحضارة وقوى الأخلاق وقوى المسؤولية أن تتكاتف معا من أجل إيقاف هذا التوجه. النظام الذي ارتكب لمحرقة ألقي في مزبلة التاريخ وهذا هو درس من المجدي لإيران أن تتعلمه. هذا هو درس يجب على كل عدو للشعب اليهودي وللدولة اليهودية أن يتعلمه.

لن ننسى ضحايا المحرقة أبدا. لن نسمح بارتكاب محرقة أخرى.
أجد السلوان بالزيارات التي يقوم بها زعماء أجانب إلى هنا, إلى ياد فاشيم. نمشي في الدهاليز ونرى المعارض ويمكن أن تروا الصدمة على وجوههم. وعندما نخرج من هنا, أقول لهذا الزعيم إن بصفتي رئيس الوزراء الإسرائيلي ملقاة على عاتقي مهمة واحدة وهي الضمان بأننا لن نحتاج إلى مؤسسات أخرى مماثلة لياد فاشيم ويتوجب على جميعنا أن نكون ملتزمين بذلك. شكرا جزيلا على دعمكم لهذه الغاية النبيلة وعلى مشارتكم في تلك الجهود.