تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء الهندي

أدلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالتصريحات المشتركة التالية:

"أشكرك صديقي مودي على حسن صداقتكم وعلى استضافتكم الكريمة لي ولقرينتي ولوفدنا. لقد تأثرت كثيراً بالمراسم التي أقيمت هذا اليوم والتي عبّرت ليس عن الاحترام الذي تكنّه لي فحسب وإنما عن الاحترام الذي تكنّه للشعب اليهودي ودولة إسرائيل. إنك عبارة عن زعيم ثوري بكل ما تحمله كلمة "ثورة" من معنى إيجابي فأنت تحدث ثورة في الهند. إنك تدفع هذه الدولة الرائعة إلى الأمام صوب المستقبل كما تحدث ثورة في العلاقات الإسرائيلية الهندية.

إنني ابن مؤرخ. ويعود أصل كلا شعبينا إلى آلاف السنين من التاريخ. فالهند وإسرائيل تشكلان اثنتين من أعرق وأقدم الحضارتين على وجه الأرض، وبالتالي تدهشني حقيقة أنه قبل زيارتك لإسرائيل لم يبادر ولو زعيم هندي واحد إلى زيارة إسرائيل طوال سنوات وجود السيادة اليهودية عليها الممتدة على 3000 عام. إنك أول زعيم هندي قام بذلك مما كسب لتلك الزيارة طابعها الرائد فأشعلت خيال جميع الإسرائيليين وخاصةً أولئك الإسرائيليين العديدين من أصل هندي الذين أتوا لملاقاتك فكيف سأصف ذلك؟ كنت أفكّر حينئذ أنني أحضر حفلة روك موسيقية. فكان ذلك بمثابة حدث تاريخي.

إننا نبشر اليوم ببداية عصر جديد تشهده علاقاتنا. فمع أن العلاقات الدبلوماسية تسود بيننا منذ 25 سنة، يحدث حالياً شيء مختلف بفضل زعامتكم وبفضل الشراكة التي تجمعنا. هناك ثلاثة عناصر تربط دولتينا ببعضهما البعض. أوله أن كلانا نملك الماضي العريق وثانيه أننا نملك الحاضر المفعم بالحيوية وثالثه أننا نمسك معاً بمستقبل واعد. وكلانا نفتخر بتاريخنا الغني وبمساهمة شعبينا للحضارة البشرية في مجالات اللغة والأدب والرياضيات والطب والفلسفة والدين. إن أكبر النصوص التي صنعها البشر كتبت بالسنسكريتية والعبرية. فلا توجد أي نصوص أخرى أكبر منها أو تدوم أكثر منها ولا ننسى ذلك أبداً.

لقد ذكرتم للتو أنه قبل مائة سنة فقط، لعب الجنود الهنود الشجعان دوراً حاسماً في تحرير دولة إسرائيل وأرض إسرائيل مما أدى إلى نيل استقلالنا. وقد تأثرت للغاية بالأمس أيضاً في حفل إحياء ذكرى أولئك الجنود والقادة الهنود البواسل ممن ضحوا بحياتهم أثناء تلك المعركة التاريخية. إننا نحيي ذكراهم بينما تحيون أنتم اليوم ذكرى "يوم الجيش الهندي". نحن نفتخر بحاضرنا وبديمقراطياتنا المفعمة بالحيوية حيث يتمتع مواطنونا بحرية التعبير التامة وكما يشاؤون والقيام بما يشاؤون والإيمان بما يشاؤون، فهذه القيم والتعددية السائدة لدينا ليست مصدر ضعف وإنما مصدر قوة. يمكن إيجاد عدد لا يحصى من الأمثلة على ذلك هنا في الهند، حيث نسمع فيها سيمفونية من عشرات اللغات واللهجات. لقد أشرتم أمس، فخامة رئيس الوزراء، إلى ما يبرز الهند ويميزّها عن بقية الشعوب وهو أن اليهود العائشين في الهند لم يعايشوا طوال ما يفوق 2000 عام أي مظهر من مظاهر معاداة السامية بخلاف ما عايشه أبناء شعبنا في العديد والعديد من البلدان الأخرى مما يشكل شهادة شرف بالنسبة لحضارتكم وتسامحكم وإنسانيتكم.

إن الإسرائيليين والهنود تربطهم تلك الصلة التي تربط بين الناس الأحرار. ولكنني لا أعتقد بأنه يمكن اعتبار الديمقراطية أمراً مسلماً به. فرغم الشكوك ورغم التحديات تقف الهند وإسرائيل شهادة حية ليس على نجاح الديمقراطية فحسب بل تعكسان شيئاً أعمق من ذلك ألا هو القيمة الثمينة للحرية، التي أعدّها القيمة الثمينة للحياة وللمواطنين المزدهرين. ففي نهاية الأمر، إن المواطنون الأحرار الذين يحققون الازدهار لأنهم أحرار.

وأخيراً، إننا نعتز بعملنا سوياً على بناء مستقبل أفضل لكلا شعبينا ولصالح الشعوب الأخرى في كل أرجاء العالم. وينعكس التزامنا بذلك من خلال الاتفاقيات العديدة التي نبرمها اليوم والتي تخص مجالات السايبر والطيران والطاقة وحتى السينما. إنني وقرينتي سعيدان جداً بفرصة زيارة بوليوود فنريد مشاهدة ذلك بأم عينينا. وأمر ذاته ينطبق على العديد من المجالات الاخرى أيضاً.

إن إسرائيل عبارة عن ينبوع من الابتكار. إنها قوة تكنولوجية عالمية. وفي الآن ذاته الهند يعمها الإبداع والاختراعات والعلماء والرياضيين فأعتقد بأن دمجنا لمواهبنا سيتيح لنا تحقيق إنجازات عجيبة تصب في مصلحة كلا شعبينا. إن رئيس الوزراء مودي وأنا نهتم بالشيء نفسه. إننا نريد المزيد لشعبينا ونريد ذلك الآن. وأردنا ذلك بالأمس. أحد الأشياء التي تأتي به إسرائيل للعالم هو الابتكار الذي يسمح بتحقيق قدراً أكبر باستثمار أقل أي قدراً أكبر من المحاصيل بقدر أقل من المياه أو قدرا أكبر من الطاقة بقدر أقل من المال. الأكثر بالأقل. إننا نريد الأكثر والأكثر بكثير. فنستطيع القيام بذلك بصورة أكثر بناءة من خلال التعاون.

لمّا كنا نمشي أنا وأنت حافيين على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، فشربنا مياه البحر التي تمت تحليتها أمامنا من خلال التكنولوجيا الجديدة التي من شأنها إنقاذ الكثير من الأرواح. إن إسرائيل والهند تعملان سوية على توفير مياه نظيفة وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية والحفاظ على أمن مواطنينا من الإرهاب ومواجهة غير ذلك من التحديات على الطريق نحو المستقبل الذي يتطلع كل منا إليه.

لقد نوهت إلى المجالات. فيما يخص الزراعة، عرضت على رئيس الوزراء مودي فكرة ستحدث ثورة في الزراعة الهندية أسوة بالثورة التي تحدثها في الزراعة الإسرائيلية والتي تتمثل في الزراعة الدقيقة التي تتناول كل نبتة على حدة. فهناك تلك النبتات التي تحتاج القدر الأكبر من المياه وهناك تلك التي تحتاج قدراً أقل. يمكننا مشاهدة ذلك حالياً من خلال البيانات الضخمة والطائرات بدون طيار وغير ذلك من الوسائل التكنولوجية التي ستسمح للمزارعين بإنتاج قدر أكبر بكثير من المحاصيل باستثمار أقل. إننا بصدد التعاون في العلوم والتكنولوجيا وفي كل مجال كمأ أننا بصدد التعاون في الدفاع ليتمتع مواطنونا دائماً بالأمان والحماية.

يعلم الإسرائيليون والهنود جيداً ذلك الألم المرتبط بالعمليات الإرهابية. كلنا نستذكر تلك الهمجية الرهيبة التي ضربت مومباي ومع ذلك نصبر ونقاوم ولا نستسلم أبداً.
أيها صديقي العزيز، لقد كرمتنا بكل حفاوة عندما استضفتني وقرينتي سارا في منزلك وبترحاب عجيب. وتمت إنارة الحدث برمته بصورة مدهشة بألوان العلمين الهندي والإسرائيلي وكنت أفكر في تلك اللحظة عما تتحلى به من صراحة وشوق ورؤية والتزام مما غمرني بالأمل أن هذا العصر الجديد في العلاقات الهندية الإسرائيلية سيأتي بفائدة غير مسبوقة على الهند وإسرائيل والبشرية جمعاء.

أخيراً وربما سيكون الذي سأقوله الآن أهم تصريح أدلي به هنا، أتعهد لك صديقي ناريندرا أنه كلما تريد ممارسة اليوغا معي سأكون هناك مهما الجهود التي يقتضي ذلك مني. وثق بي.
فشكراً جزيلاً لك صديقي".