كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في حفل استقبال البعثة الإسرائيلية لدى عودتها من الفلبين حيث أسهمت في إغاثة سكان المناطق المنكوبة بالإعصار المدمِّر الذي اجتاحها

معالي وزير الدفاع موشيه (بوغي) يعالون،
نائب وزير الدفاع عضو الكنيست داني دانون،
رئيس الأركان [الجنرال] بيني غانتس،
قائد الجبهة الداخلية الميجر جنرال إيال أيْزِنبرغ،
كبير ضباط سلاح الطب [في جيش الدفاع]،
قائد هيئة التنكنولوجيا [في جيش الدفاع]،
أفراد سلاح الطب من أعضاء بعثة الإغاثة وقائدها،
السفير الفلبيني لدى إسرائيل (أرجو تهنئتك على حديثك باللغة العبرية. [قال الجملة التالية بالإنجليزية] إن لغتك العبرية تتحسن وهي أكثر مما أستطيع الحديث به بلغتك [الفلبينية]، لكننا نتحدث جميعاً لغة واحدة)،

أرجو أن أقول أولاً لأعضاء البعثة: أهلاً وسهلاً بعودتكم إلى الوطن. لقد مثلتمونا تمثيلاً أكرمنا جداً في هذه المهمة الكبرى. وأقول هذا الكلام ليس من منطلق تقديري الشخصي وتقدير أبناء الشعب في إسرائيل فحسب بل أيضاً تمشياً مع أقوال السفير الفلبيني وأبناء شعبه.

كنت قد تحادثت قبل عدة أيام مع الرئيس الفلبيني الذي أعرب عن عميق تقديره لمساهمتكم عملياً ومعنوياً في إنقاذ حياة الناس [في المنطقة المنكوبة بالإعصار]. كما يجب القول إنكم أسهمتم أيضاً في ميلاد حياة جديدة لأن 69 طفلاً قد وُلدوا في المستشفى [الميداني] الذي أنشأتموه هناك. وكان أول طفل منهم قد أطلِق عليه اسم "إسرائيل". ولا مقولة أفضل من ذلك للتعبير عن خلاصة رسالتكم.

إن إسرائيل أرسلت [بعثتها الإغاثية] لإنقاذ الحياة. وأرجو لفت انتباه ممثل وزارة الخارجية هنا نيسيم بن شطريت لهذه الحقيقة. ها هم "سفراؤنا" [أعضاء بعثة الإغاثة]، إلى جانب السفراء [الحقيقيين] الآخرين، يمثلون الروح الحقيقية لشعبنا ودولتنا ومفادها مدّ يد العون بشكل غير متحيِّز لجميع أبناء البشر في أرجاء المعمورة. وسبق لكثير منكم أن فعلوا ذلك في الماضي سواء في اليابان أو هاييتي أو تركيا [بعد الزلازل المدمِّرة التي ضربتها] ثم كررتم هذه العملية الآن في الفلبين. ويُحتمل أن يكون بعضكم قد شاركوا في بعثات سابقة مما ينطوي على دلالة عميقة جداً ويعبر عن القيم التي قدّمها شعبنا للعالم.

إننا نحتفل حالياً بأول مساء لعيد الأنوار [عيد يهودي تقليدي يدعى بالعبرية "حانوكاه" ويُحتفل به في شهر "كيسليف" وهو ثالث شهور السنة العبرية]. وكان عيد الأنوار [في منابعه التأريخية] قد شهد معركة كبرى استهدفت أولاً نيل استقلال شعبنا. ولا شك في أن خيط الوجود اليهود المميَّز والفريد من نوعه كان سينقطع لولا الانتصار الذي حققه المكابيون [عائلة يهودية قادت الثورة الشعبية ضد إحدى الممالك الإغريقية التي حكمت البلاد في القرن الثاني قبل الميلاد عقب محاولتها طمس الهوية اليهودية وحظر العبادات اليهودية الأساسية، علماً بأن عيد الأنوار يُحتفل إحياء لنجاح الثورة]. غير أن الأمر لم يكن لينطوي على قضية الاستقلال السياسي فحسب بل جاء استمراراً لتصوّر قيمي خاص بقيمة أي إنسان. إن ديانة شعب إسرائيل وتراثه هما اللذان جاءا بمفهوم حقوق الإنسان. ولو كان خيط [الوجود اليهودي] المشار إليه سينقطع في تلك الحقبة من قبل الإمبراطورية السِليفكية [الإغريقية المذكورة أعلاه وكان مركزها في أنطاكية]، التي لم تتبنَّ هذه القيم (وهذا أقل ما يمكن القول عنها)، لكان تقدّم أخلاقيات الإنسانية سيصبح أمراً مشكوكاً فيه. وبالتالي لم يكن انتصار المكابيين نصراً وطنياً فحسب بل كان أيضاً نصراً للإنسانية جمعاء. وها هي هذه النظرة، التي جُبل عليها شعبنا والتي تمزج بين الأخلاق والإنسانية أم بالأحرى بين اليهودية والإنسانية، تتجسد مرة أخرى انطلاقاً من دولة إسرائيل السيادية وصولاً إلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية [قاصداً الفلبين].

كما أن جيش الدفاع أثبت مرة أخرى قدرته على تنفيذ مهامّ كثيرة ومتعددة مثلما أشار إلى ذلك رئيس الأركان. ليت جميع المهامّ التي سنُضطر للقيام بها ستكون من هذا القبيل. وأتمنى أن يقلّ عدد الكوارث الطبيعية مستقبلاً لكن المعرفة بمهاراتكم وقدراتكم على النهوض بمثل هذه المهامّ تشكل مدعاة للارتياح.

وعليه أرحّب بعودتكم إلى الوطن عشية حلول عيد الأنوار وأتمنى لكم أن تواصلوا حمل شعلتنا المرفوعة منذ أجيال.

وكل عام وأنتم بخير.

 

צילום: קובי גדעון, לע''מ