أقوال رئيس الوزراء خلال مراسم إيقاد الشمعة الثانية لعيد الأنوار اليهودي في باحة حائط المبكى بأورشليم القدس

فيما يلي نص التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال مراسم إيقاد الشمعة الثانية لعيد الأنوار اليهودي (حانوكاه) التي جرت في باحة حائط المبكى داخل البلدة القديمة من أورشليم القدس:

"إن مشاعر التأثر تنتابني دوماً عند الحضور إلى هذا المكان حيث نشأ التأريخ اليهودي إلى حد كبير. ها هي صهيون التي لطالما حلمنا في العودة إليها، وها هي صهيون التي عدنا إليها فعلاً. ولا نزال منذ ذلك الحين في طور إعمار بلادنا ودولتنا فيما نتعرض بشكل دائم للتحديات.

إن الأمر الأول الذي أرجو القيام به هذا المساء هو إرسال تمنيات الشفاء العاجل والكامل للطفلة الصغيرة التي أصابها مجرمون هنا في أورشليم القدس [قاصداً حادث إصابة الطفلة البالغة عاميْن من العمر في حادث إلقاء حجارة على سيارة أسرتها في حي أرمون هنتسيف جنوب شرق العاصمة اليوم 28/11/2013]. سوف نرصد هؤلاء المجرمين ونقدمهم للعدالة. إننا نحمي مدينتنا [العاصمة]. وأعتقد بأنكم أيقنتم خلال الأيام الأخيرة من أن قواتنا الأمنية تتمكن من القبض على الأوغاد عندما تركّز جهودها على هذه المهمة. وسوف يتكرر هذا النجاح في الحالة هذه [إصابة الطفلة] أيضاً.

لقد "أتيْنا لإبعاد الظلام" [مقولة يمكن اسنباط معناها حرفياً لكنها مقتبسة أيضاً من أغنية شعبية معروفة لعيد الأنوار المحتفل به]، علماً بأن أحلك ظلام يهدد العالم حالياً يتمثل بتحوّل إيران إلى قوة نووية. إننا نلتزم بعمل كل ما في وسعنا لمنع هذا الظلام. وإذا تسنى الأمر فمن المُستحسن إنجاز هذا الهدف بالطرق الدبلوماسية؛ أما إذا استحال الأمر هكذا فسوف نكون "قدوة يستضيئ بها الأغيار" [بمعنى غير اليهود أو دول العالم].

إننا نجري حالياً اتصالات سواء مع الولايات المتحدة أو مع حكومات الدول العظمى الأخرى [المعنية بالتفاوض مع إيران] حول طبيعة التسوية التي قد تُبعد هذا الظلام، إذ يجب أن تفرز هذه التسوية في نهاية المطاف نتيجة تتمثل بنزع القدرات النووية العسكرية الإيرانية.

إنني أثق بقدراتنا، بقدرات شعبنا، لكنني أحرص أيضاً على الحقيقة دون أن أنساق وراء الأوهام. إذ لم يعلَن إلا اليوم عن مفاعل في كوريا الشمالية يجري إعادة تشغيله بعد ذلك الاتفاق [الموقع في حينه مع كوريا الشمالية بشأن إزالة برنامجها النووي] الذي احتفل به الجميع آنذاك. إنني حريص على قول الحقيقة والإصرار على ثوابتنا ضماناً للسلام العالمي ولأمننا وسلامتنا. وأحرص على هذا الأمر من منطلق استحضاري ذاكرة ما كان الحاخام لوبافيتش [حاخام راحل مشهور كان يتزعم تيار (حباد) الديني] قد قاله لي عندما ذهبت إلى الأمم المتحدة [قاصداً قبل توليه منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في حينه]، حيث قال لي آنذاك الكلام الآتي: "تذكَّر أنه حتى بتواجدك داخل قاعة مظلمة تماماً فإن الشمعة الوحيدة التي توقدها لتمثل الحقيقة إنما تفيض نوراً يمكن رؤيته من مسافة بعيدة".

سوف نواصل عملنا مقتدين بهذه الروح، حيث أرجو أن أتمنى لكم جميعاً عيد أنوار سعيداً. أما الحضور من الذين يساهمون في ضمان أمن إسرائيل فأهنئهم وأقول لهم "شدوا حيلكم، إنكم تمارسون عملاً مقدساً"، وكل عام وأنتم بخير.