أقوال رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأميركي في ختام اجتماعهما في أورشليم القدس

رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: "أيها وزير الخارجية جون كيري، يسرّني استقبالك مجدداً. يا جون، إنك صديق مرحَّب به ويسرّني إعادة استقبالك في أورشليم القدس.

لقد تمحورت محادثاتنا صباح اليوم حول قضيتيْن رئيسيتيْن. لقد بحثنا أولاً الخطر الذي يتعرض له العالم نتيجة سعي إيران للحصول على السلاح النووي. إننا نعتقد بأنه من الضرورة بمكان أن تشمل الصفقة النهائية [مع إيران]، وبما يخالف الاتفاق المرحلي [الموقع مع إيران في جنيف]، اتفاقاً يقضي بإزالة القدرة النووية العسكرية الإيرانية. وقد أبديت قلقي منذ [توقيع الاتفاق في] جنيف من أن العقوبات [الدولية المفروضة على إيران] ستتلاشى، وعليه أرى وجوب اتخاذ إجراءات لمنع استمرار تآكل نظام العقوبات.

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فأرجو القول إن إسرائيل مستعدة للسلام التأريخي القائم على [مبدأ] الدولتيْن للشعبيْن. ويجب أن يمكّن السلام إسرائيل من الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية إزاء أي تهديد محتمل. كما أرجو تأكيد حقيقة استمرار إسرائيل في احترام التفاهمات التي تم التوصل إليها في الجولات التفاوضية السابقة. وإذا أردنا استمرار عملية [السلام] وجب علينا الحرص على استمرار المفاوضات. ولا نحتاج لأي أزمة مفتعلة أو لتوجيه أصبع الاتهام [لأي جهة] أو للتصريحات، بل نحتاج إلى تفاهمات وتوافقات مما يقتضي بدوره العمل الشاق والجاد. ويعني هذا الأمر، أيها مندوبو وسائل الإعلام، أن لا نعرض عليكم كل ما يجري بحثه بل إجراء المباحثات الحقيقية داخل [الإطار التفاوضي وبعيداً عن وسائل الإعلام] من خلال بذل مجهود مكثف لجسر الفجوات التأريخية وضمان الأمن. إنني ملتزم تماماً، كما أن إسرائيل ملتزمة تماماً، بهذا المجهود، وآمل أن يلتزم الفلسطينيون بهذا الهدف أيضاً.

أرجو تقديم الشكر لك، يا جون [كيري]، على جهودك المضنية. إنني أدقق في استخدام هذا المصطلح، أي [الجهود] المضنية ودون كلل، بمعنى أنك تواصل السعي نحو السلام. وأقدّر هذا الأمر وأرحب به، كما أنني أرحب بفرصة مواصلة محادثاتنا مساء اليوم وغداً وفي المستقبل.

أجدد الترحيب بك في أورشليم القدس".


وزير الخارجية الأميركي جون كيري:
"شكراً لك صديقي، السيد رئيس الوزراء، صديقي 'بيبي' [كنية رئيس الوزراء]. يسرّني جداً الحضور مجدداً إلى إسرائيل. وأستمتع دوماً بزيارتها حيث كنت قد زرتها مرات عديدة سواء في فترة توليَّ منصب العضو في مجلس الشيوخ [الأميركي] أو الآن بصفتي وزيراً للخارجية [الأميركية]. وكان لي شرف التعرّف على أشخاص كثيرين هنا وعلى أجزاء رئيسية من هذه الدولة العظيمة. وعندما كنت قد وصلت إلى هذا البلد لأول مرة (وأعتقد بأن الأمر كان عام 1986) قضيتُ هنا مدة أسبوع وزرت جميع مناطق البلاد، حيث صعدت متسادا [قلعة تأريخية تعود إلى فترة الهيكل المقدس الثاني قبل حوالي ألفيْ عام وهي من أهمّ وأشهر المعالم الأثرية والسياحية في إسرائيل] واستحممتُ في البحر الميت وزرت الجليل وشمال البلاد وكريات شمونة [بلدة محاذية للحدود اللبنانية] حيث كان الأطفال يختبئون للاحتماء من صواريخ الكاتيوشا التي كانت تُطلق عليهم بكثافة وبصورة عشوائية من الأراضي اللبنانية. ثم شهدت [قاصداً في بعض زياراته اللاحقة] الصواريخ الجاري إطلاقها من غزة باتجاه سديروت [بلدة في النقب الغربي].

وبالتالي أتفهّم جيداً التحدي الأمني الذي تواجهه إسرائيل. وأضمّ صوتي إلى صوت الرئيس [الأميركي، باراك] أوباما تعبيراً عن التزامنا العميق غاية العمق بضمان أمن إسرائيل وضرورة التوصل إلى السلام الذي يقرّ بإسرائيل دولة يهودية ويقرّ بقدرتها على الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية، حيث أتفق أنا مع رئيس الوزراء [نتانياهو] والرئيس [أوباما] على هذا المبدأ الهام.

وقد تمحور جزء ملحوظ من الحديث الذي جرى بيننا في البداية، وبصورة طبيعية، حول النقطة التي آلت إليها قضية تعاملنا مع إيران. وأعجز عن التعبير بما فيه الكفاية عن مدى الأهمية التي نوليها لأمن إسرائيل علماً بأن هذه القضية موضوعة على رأس جدول أعمالنا في هذه المفاوضات [الجارية مع إيران]. وبالتالي ستعمل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لضمان إزالة البرنامج النووي العسكري الإيراني. إننا نتفق [قاصداً اتفاق الآراء بين إسرائيل والولايات المتحدة] على هدف الاتفاق النهائي [مع إيران]، وسوف نتشاور بشكل وثيق ومتواصل خلال الأيام والأسابيع المقبلة مع أصدقائنا الإسرائيليين سعياً للتوصل إلى اتفاق شامل يصمد اختبارات جميع [الأطراف المعنية]. ولا داعي لأي صعوبة فيما يتعلق بإثبات حقيقة كون البرنامج [النووي الإيراني] يأتي للأغراض السلمية، حيث سيعلم الجميع في نهاية الأمر بما إذا كان الاتفاق الشامل يقدم الدليل المطلوب على أن هذا البرنامج يأتي للأغراض السلمية.

إننا سنواصل إطلاع أصدقائنا في إسرائيل وفي المنطقة بشكل كامل على المفاوضات التي نستمر فيها. ونخوض في الوقت الراهن عملية صياغة الوثيقة الخاصة بتطبيق [الاتفاق المرحلي الموقع مع إيران في جنيف]. أما بالنسبة للعقوبات [الدولية المفروضة على إيران] فإننا سنقف بالطبع من هذه القضية بالمرصاد. ونقول لأي دولة تدرس احتمال المضي قدماً [في علاقاتها مع إيران] بالرغم من العقوبات المفروضة عليها إنه لا يجوز لها القيام بذلك لأن هذه العقوبات ستظل مفروضة. إن نظام العقوبات الرئيسي الخاص بالنفط والمصارف [الإيرانية] بقي بأكمله على ما كان عليه ولم يتغير قط، وسوف نكثف جهودنا لفرض العقوبات من خلال وزارة المالية وغيرها من الهيئات المختصة في الولايات المتحدة.

كما أننا كرّسنا بالطبع الكثير من الوقت لقضية المفاوضات المباشرة الجارية بين إسرائيل والفلسطينيين حيث نواصل هذه المداولات في وقت لاحق الليلة. وكنا نعلم دوماً بأن هذا الطريق صعب ومعقد. وأعتقد بأننا قد حققنا تقدماً ما فيما لا يزال الجانبان المعنيان [الإسرائيلي والفلسطيني] ملتزميْن بهذا الهدف. إنهما يعقدان لقاءات مستمرة ويتواصلان بشكل وثيق مع قيادتيْهما في الوقت الذي نواصل السير على هذا الدرب.

وأرجو التأكيد مجدداً أن مسألة أمن إسرائيل تحتلّ موقعاً محورياً في المفاوضات. وقد أمضى الجنرال جون إلن، وهو من أفضل الأدمغة العسكرية في الولايات المتحدة وأحد قادتنا العسكريين الأشد خبرة، فترة أشهر عاكفاً على تحليل التحديات الأمنية التي تنطوي عليها هذه العملية. وقد كلفه الرئيس أوباما بأداء هذا الدور الشديد الخصوصية لتقييم التهديدات المحتملة التي قد تتعرض لها إسرائيل والمنطقة وضمان توفير الأمن الشامل لإسرائيل في إطار التدابير الأمنية التي سيتم النظر فيها ضمن هذه العملية [التفاوضية].

وسنتقاسم هذا الصباح، أقصد أنني والجنرال إلن، مع رئيس الوزراء نتانياهو والقيادة العسكرية [الإسرائيلية] الأفكار المعيَّنة المتعلقة بهذا التحدي الأمني المحدد، لتستمر هذه المحادثات خلال مأدبة العشاء ولربما صباح غد أيضاً. كما أنني أنتظر في مرحلة ما، بناءً على نتائج المحادثات هنا، القيام بزيارة لقاعدة بلماحيم الجوية مع الوزير موشيه يعالون [وزير الدفاع]. ولا أعرف ما إذا كان لدينا متسع من الوقت للقيام بهذه الزيارة غداً لكنني أتمنى ذلك لأنني أريد أن أشاهد بأم عينيّ تقنيات الحماية المدهشة الخاصة بالصواريخ الباليستية التي طوّرناها على امتداد فترة تزيد على 20 عاماً بالتعاون مع أصدقائنا هنا في إسرئايل بغية حماية إسرائيل من جميع أشكال التهديدات الصاروخية التي تواجهها. إن التقدم الحاصل في هذه المشاريع خلال السنوات الأخيرة يعكس، في رأيي، مدى التزام الرئيس أوباما وإدارته بشكل راسخ لن يهتزّ أبداً إزاء أمن إسرائيل. وعليه ينبغي أن تسنح لي الفرصة في وقت من الأوقات لرؤية كيفية تطبيق هذا النظام وكيفية عمله.

أرجو أن أشير في خلاصة القول إلى ما قد يكون غنياً عن القول لكنني سأقوله على أي حال: إن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل غير قابل للاهتزاز، وحتى وإنْ كانت هناك بيننا بعض الخلاقات التكتيكية فلا خلاف بيننا حول الإستراتيجية الأساسية التي يسعى إلينا كلانا فيما يتعلق بأمن إسرائيل والسلام البعيد المدى في المنطقة. وسنواصل عملنا لأجل ذلك حيث أشكر أصدقائي الإسرائيليين الكثيرين على حسن الاستقبال والصبر الذي يبدونه في الوقت الذي نواصل فيه هذه العملية المعقدة.

شكراً لك، أيها السيد رئيس الوزراء [نتانياهو]".